الرئيسية » » في شوق لمهجتك يا رمضان...

في شوق لمهجتك يا رمضان...

الكاتب Unknown يوم الثلاثاء، 6 مايو 2014 | 11:34 ص

و هل في القلب شوق لشيء ما؟ نعم في القلب حرقة شوق لرمضان... تصوم النهار كله فيضعف جسدك و تجفف أشعة الشمس ما تبقى في جسدك من ماء فتصبح عاجزا عن الحركة.. تثابر وتناضل لتعمل و تكسب الثواب عند ربك... تغرب الشمس فتأكل تمرة و تصلي... تنسى جوعك و ووهنك و الساعات الطويلة التي أمضيت جوعانا عطشانا.. تأكل القليل ثم تذهب إلى المسجد لتحجز مكانك مع المصلين.. مروحة المسجد لا تعمل و كذلك المكيف... لكنك تثابر.. تصلي ركعتين تحية للمسجد و تتلو آيات بينات مما وصلت إليه... روائح الطيب و العود تضفي على المكان جمالا سرياليا... يجرك شخص من جلبابك أو قميصك فيعطرك بماء الورد و الزهر و يقدم لم ماء باردا مخلوطا بالقليل من الزعتر... تشرب و تشكره دون أن تتساءل عن محتواه ... تسمع صوت المؤذن قد علا فتهب إلى القيام... تبني صفا مع المصلين و تبحث للواصل توا عن مكان بقربك... يعلو صوت الإمام فتنسى نفسك و أناك و تغطس روحك في نهر من الجنة.. يبدأ الذكر الحكيم... تنتهي ركعات العشاء الأربع، تبدأ التراويح فيسري صوت الإمام كما يسري المخدر في الجسد... تنساب مع الآيات و مع السجدات و مع الحكم، تركع، تسجد فتسلم.. الركعتام الأولتان فالثانيتان... تحس بالعياء في بداية الركعة الثالثة... تسرح مع هموم الدنيا و تعبها فتسهو النفس بما جمعت من غبار و عوالق... تستشعر فجأة عظمة المكان الذي تتواجد فيه فتستحي من فعلتك في مكان مقدس... تغطس الروح مرة أخرى فتنصت إلى صوت الإمام الذي يرج أرجاء المسجد رجا... تتأمل الآيات... تسجد فتحس بعظمة الخالق و ضعفك أنت.. يا إلهي ... مالي غيرك.. أنقذني من فجور نفسي و غيها... أنقذني من طمعي و جشعي... تنتهي صلاة التروايح و لا ينتهي عشقك الإلهي فتحس أن وثاقا سميكا يربطك بربك يخترق السماء ليحصن قلبك ويحييه ... تحس و كأنك قد ولدت من جديد بعد اليوم المضني الذي أمضيت... تروح إلى بيتك و الوجدان يترنم فرحا و انشراحا... ترى كل شيء جميلا وطيبا... ترى الحكمة و الجمال في كل مكان.

ينتهي رمضان فتقل صلاتك و يقل صيامك و فجرك و زكاتك و وردك القرآني ... تحس بالنكسة.. تحاول أن تغير لكنك تفشل.. تحاول مرة أخرى.. فرابعة.. فإلى مالانهاية... إلى أن تنجح...

في شوق لمهجتك يا رمضان...

0 التعليقات:

إرسال تعليق