الرئيسية » » سيمبا

سيمبا

الكاتب Unknown يوم الثلاثاء، 6 مايو 2014 | 10:18 ص

هـــل شــاهدتم ذئبا في البراري يأكل اخاه..
هـــل شـاهـدتم يوماً كلباً عـض يدا ترعآه..
هل شاهدتم فيلاً يكذب يسرق يشهـد زوراً ينـكر حقــاً يفشي سراً يمشي مغروراً بأذاه... "

كلمات جنيريك "سيمبا".. حفظتها عن ظهر قلب ايام الصبا و لم استوعب مضمونها الا بعد ان استمعت لها منذ يومين..
كلمات جد عميقة... تحكي عن حياة الحيوان في الغاب من خلال سلاسل طبيعية تتغذي فيها الحيوانات على بعضها لتضمن استمرارها و تضمن كذلك التوازن الطبيعي داخل الحميلة البيئية.. منها المتوحش ومنها القارت و منها اللاحم و منها الفتاك ومنها السام ومنها المتربص ومنها من يتغذي على بقايا الجثت التي خلفتها الاسود و الفهود والنمور.. غير انها تقوم بذلك من اجل الاستمرار في العيش فقط.. من اجل ان تنجو من موت محقق يمكن ان يفتك بها.. غير ان هاته الحيوانات و رغم ضراوتها.. رغم اشنع الصفات التي الصقناها بها.. رغم فتكها و دمويتها فلن تجد حمارا يتكلم عن صديقه بالسوء في غيابه.. و لن تجد فيلا يكذب و يخفي الحقيقة و لن تجد ضبعا يشهد بالزور و لن تجد ذئبا ينكر حقا راه من اجل النقود.. و لن تجد قردا يفشي اسرارا ولا ثعبانا يزحف مغترا بالسم الذي نقت و حجم الاضرار التي خلف وراءه... لن تجد اسدا يقتل اخاه غدرا من اجل الايديولوجيات الواهية و الافكار المتحجرة... لن تجد كلبا يعض يد صاحبه و لا صقرا يؤذي غيره من اجل المتعة.. لن تجد دبا يخون العهد.. لن تجد غزالا يتعامل بنية سيئة ولا سرب سنونو يشن حربا نووية على سرب حمام و لا قطيع بقر بري يشن حربا عشواء على قطيع حمير.. فيغتصب و ييتم و يشردد و يدمر.. لن تجد ضفادع تكيد لبعضها كيدا ولا عناكب تكن لبعضها الكره.. لن تجد احكاما مسبقة و لا حقدا ولا اسقاطات و لا حسدا..
ذلك الغراب الذي نتطير من رؤيته لسواده اظهر لقابيل كيف يوري جثة اخيه و يسترها.. و ذلك الكلب الذي ننعت باسمه كل من اذانا.. لا يوجد لوفائه نظير و لو جبت العالم كله.. و ذلك الذئب الذي اغوى صاحبة الرداء الاحمر لم يكن يكن سوى رواية من نسيج الخيال..
نسيج محبك بعناية من الخيال الصق بالحيوانات اشنع الصفات و اسقطها عن اصلها الانساني.. في اطار استمرارية ترسيخ مبدا النفاق و الفتك البشري...
ما احوجنا لمرايا منكسرة.. كي نرى فيها عدد الشروخ و الانكسارات والاورام العالقة بانفسنا...

0 التعليقات:

إرسال تعليق